العلاج النفسي هو عبارة عن معالجة للأمراض النفسية (أو “الروحية”) باستخدام وسائل وطرق وأساليب معترف بها علميًا.
يمكن أن تؤثر الأمراض النفسية بشكل كبير على الشعور والسلوك، وكذلك على الرفاهية العقلية والجسدية، وعادةً ما تقترن بالألم والخوف وعدم اليقين، وتُحدّ من جودة الحياة.
يُنصح باللجوء إلى العلاج النفسي عندما لا يمكن حل المشكلات النفسية بمفردها، أو بمساعدة الأسرة أو الأصدقاء، وأن تتحول هذه المشكلات إلى أعراض مرضية تعيق التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.
قبل بدء العلاج النفسي، من الضروري أن يتم الكشف من قبل طبيبة أو طبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك أسباب جسدية قد تكون مسؤولة، أو تساهم في حدوث الحالة النفسية.
القاسم المشترك بين جميع أنواع العلاج النفسي هو أن العلاج يتم من خلال الحوار الشخصي، والذي يمكن أن يُدعم بأساليب وتقنيات خاصة مثل:
– التعبير الحر عن الأفكار والأحاسيس،
– المهام العملية لمواجهة المخاوف،
– أو الأنشطة اللعبية في علاج الأطفال.
العلاج النفسي يساعد في تخفيف أو تحسين المعاناة النفسية والمرض النفسي من خلال الحديث مع معالجة أو معالج متخصص تم تدريبه بشكل خاص لعلاج الأمراض النفسية.
يمكن أن يتم العلاج بشكل فردي مع المعالجة أو المعالج، أو في إطار علاج جماعي (مجموعة علاجية).
عادةً تكون الجلسات الفردية مدتها 50 دقيقة، بينما تستمر جلسات العلاج الجماعي لمدة 100 دقيقة.
في علاج الأطفال والمراهقين، قد يكون من المفيد أو الضروري إشراك الأشخاص المقربين منهم من البيئة العائلية أو الاجتماعية. ويمكن أن يتم ذلك من خلال جلسات علاجية إضافية تُجرى فقط مع هؤلاء الأشخاص المرتبطين بالطفل.
شرط أساسي لتحقيق نجاح أي علاج نفسي هو وجود علاقة قائمة على الثقة بين المريضة أو المريض والمعالجة أو المعالج، وكذلك التوضيح ما إذا كانت طريقة العلاج المخطط لها تتماشى مع توقعات المريضة أو المريض.
وبناءً على هذه العلاقة، يوفر العلاج النفسي فرصة للتحدث، ولتجربة وتفكير مجدد في الذات – في بيئة آمنة – حول التجارب الشخصية والسلوك والعلاقات، ومن ثم تجربة التغيير وتحقيقه.
تتحمل شركات التأمين الصحي العامة (Gesetzliche Krankenkassen) تكاليف العلاج النفسي إذا كان ضروريًا لعلاج مرض نفسي.
العلاج النفسي الخارجي (Ambulante Psychotherapie) هو خدمة معفاة من الدفع الإضافي (Zuzahlungsfrei).
لا يُشترط وجود تحويلة طبية، ويُعتبر تقديم بطاقة الصحة الإلكترونية (Elektronische Gesundheitskarte) كافيًا.
عند تغيير شركة التأمين الصحي، يجب على المريضة أو المريض إبلاغ المعالجة أو المعالج النفسي بذلك في أقرب وقت ممكن.
في الجلسة الأولى (ما يُعرف بـ “الاستشارة النفسية الافتتاحية – Psychotherapeutische Sprechstunde”)، يتم معًا مناقشة ما إذا كان العلاج النفسي أو أي تدخل آخر هو الأنسب لحالة الشخص ومشكلاته الفردية.
ملاحظة مهمة:
لا يُعد الاستشارة في مجالات التوجيه التربوي أو الزوجي أو المهني أو الجنسي علاجًا نفسيًا، ولذلك **لا تتحمل شركات التأمين الصحي العامة تكلفته**.
تقدم مؤسسات استشارية متخصصة هذه الخدمات عادةً بشكل مجاني.
قبل بدء العلاج النفسي، تُجرى جلسات تجربة تُسمى “الجلسات الاستكشافية” (probatorische Sitzungen).
في هذه الجلسات، يتفقد كل من المريضة أو المريض والمعالجة أو المعالج ما إذا كانت هناك “كيمياء” مناسبة بينهما، وهل يمكن بناء علاقة قائمة على الثقة أم لا.
كما يشرح المعالج أو المعالجة طريقة العمل التي سيتم اتباعها.
يتم معًا مناقشة وتحديد:
– أهداف العلاج،
– خطة العلاج،
– ومدة العلاج المتوقعة.
إذا قرر كل من المريضة أو المريض والمعالجة أو المعالج المضي قدمًا في العلاج النفسي، يجب على المريضة أو المريض تقديم طلب إلى شركته التأمينية الصحيحة لطلب تغطية التكاليف.
إذا كان مخططًا لعلاج طويل الأمد (أكثر من 24 وحدة علاجية)، فعلى المعالجة أو المعالج كتابة تقرير إضافي يوضح فيه ضرورة هذا العلاج الطويل.
يتم إرسال هذا التقرير بدون ذكر اسم المريض داخل مظروف مغلق إلى جهة خارجية مختصة لإصدار رأي (خبير/ة مستقل/ة) لتقييم الحاجة إليه.
بعد استلام الطلب، تفحص شركة التأمين الصحي – وفي حالة العلاج الطويل بالنظر إلى الرأي الصادر من الخبير/ة – ما إذا كان يمكن الموافقة على تحمل التكاليف، وتُخطر المريضة أو المريض بالقرار.
يُسمح فقط للأخصائيين المؤهلين بإجراء جلسات العلاج النفسي في إطار التأمين الصحي العام، وهم:
– المعالجين النفسيين المتخصصين في علم النفس (Psychologische Psychotherapeuten/innen)،
– ومعالجي الأطفال والمراهقين النفسيين (Kinder- und Jugendlichenpsychotherapeuten/innen)،
– بالإضافة إلى الأطباء والأطبيلات الذين يمارسون العمل النفسي (Psychotherapeutisch tätige Ärzte/Ärztinnen)،
بشرط أن يكونوا يمتلكون تصريحًا من هيئة التأمين الصحي (Kassenzulassung).
إلى جانب العلاج النفسي لعلاج الأمراض النفسية، قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى علاج دوائي،
ولكن هذا النوع من العلاج يُسمح فقط للأطباء والأطبيلات بإجرائه.
تعتبر العلاج السلوكي (Verhaltenstherapie) أن الأعراض النفسية هي نتيجة لعمليات تعلم واعية و غير واعية.
في بداية العلاج، يتم بالتعاون مع المريض تحديد الظروف في تاريخ حياته وحالته الحالية التي ساهمت في ظهور الأعراض النفسية واستمرارها حتى الآن.
بناءً على ذلك، يتم تحديد أهداف العلاج و خطة العلاج بشكل مشترك.
في العلاج السلوكي، يُشجع المريض ويُوجه ليكون نشطًا في تغيير سلوكه و تفكيره و مشاعره.
ويتم خلال العلاج استخلاص نقاط القوة والمهارات الموجودة لدى المريض واستخدامها بشكل فعال في عملية التغيير.